خوسيه أنطونيو برافو ماتيو: ”الامتثال ليس عنصر تحكّم، بل هو ميزة لكل من العميل والمؤسسة“.
أخبار ديديتFebruary 18, 2025

خوسيه أنطونيو برافو ماتيو: ”الامتثال ليس عنصر تحكّم، بل هو ميزة لكل من العميل والمؤسسة“.

#network
#Identity

جدول المحتويات

يتميز برافو ماتيو بخبرته الواسعة في مجال الاستشارات الضريبية والمالية مع تركيز خاص على الضرائب الخاصة بالعملات الرقمية. حصل على بكالوريوس في العلوم الاقتصادية والإدارية من جامعة فالنسيا، ويحمل ماجستير في الضرائب والاستشارات الضريبية من CEF-UDIMA وماجستير في الإدارة المالية الاقتصادية من UOC. بعد 16 عاماً من العمل كرئيس لقسم المحاسبة والمسؤول عن الجانب الضريبي في شركة متوسطة الحجم، قرر الانتقال إلى مجال الاستشارات والتدريب المستقل.

«التكنولوجيا تتقدم بسرعة تفوق التشريعات»، كما يؤكد برافو ماتيو، الذي يرى أن من الضروري أن تمتلك الشركات قسم امتثال قوي للتعامل مع اللوائح التنظيمية المعقدة الحالية، خاصةً في مجال العملات الرقمية والأصول الإلكترونية.

السؤال: بعد سنوات عديدة من العمل في مجالات مالية متنوعة في الشركات الصغيرة والمتوسطة، قررت التخصص في الضرائب المتعلقة بالعملات الرقمية. لماذا؟ وما الذي يجذبك في هذه التقنية؟

الإجابة:

بدأت أقرأ عن بيتكوين (BTC) في عام 2013، حيث أثار اهتمامي كيفية عملها وكل ما يتعلق بهذه التقنية. كنت مفتونًا بمفهوم المصادر المفتوحة وكيفية ارتباطها بالمال. ومن ثم شرعت في دراسة عمق معنى بيتكوين.

من هنا، قمت بتكييف عملي كمستشار ضريبي ليتماشى مع موضوع فرض الضرائب على هذه الأصول الرقمية.

بمعنى آخر، بدأت ألاحظ كيف يمكن احتساب الوقائع الخاضعة للضريبة الناجمة عن التعامل بالعملات الرقمية ضمن ضريبة الدخل، وكذلك في ضرائب أخرى. فتوالت النقاشات والقراءات حتى تعمقت في هذا المجال.

السؤال: كيف تطورت اللوائح والقوانين منذ بداياتك في عالم العملات الرقمية حتى الآن؟

الإجابة:

شهدت اللوائح تفسيرات متواصلة من قبل الجهات الإدارية. ففيما يتعلق بالضرائب، لا توجد قاعدة محددة سوى بعض الأحكام الخاصة بضرائب معينة أو متطلبات إعلامية، مثل الالتزام الإعلامي الذي تم تفعيله مؤخرًا قبل عام للإفصاح عن العملات الرقمية الموجودة في الخارج، وكذلك متطلبات تقديم تقارير عن حركة وأرصدة العملاء من قِبَل مقدمي الخدمات.

وقد استندت هذه التفسيرات إلى استشارات لدى الإدارة العامة للضرائب، مما أدى إلى إنشاء قاعدة إدارية قائمة على استفسارات مقدمي الإقرارات حول كيفية الامتثال للالتزامات الضريبية.

ورغم ذلك، لم تُغَط جميع الوقائع الخاضعة للضريبة بعد، ولا تزال بعض الأمور غير واضحة.

لقد لاحظت في بعض الحالات، مثل حالة MiCA التي تؤثر بشكل أكبر على الأسواق ومقدمي الخدمات، تطورًا كبيرًا في اللوائح، خاصةً لأنها تتأثر بتوجيهات من مجموعات مثل هيئة العمل المالي الدولية (FATF) ومنظمات مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

إنها عملية تطورية مستمرة لا تزال في طور التنفيذ، وقد تحقق تقدم بفضل التفسيرات والتشريعات الدولية.

السؤال: نظرًا لأن معظم العملات الرقمية تتميز باللامركزية، كيف يمكن تحقيق توازن بين خصوصية المستخدم ومتطلبات اللوائح مثل (اعرف عميلك) KYC؟

الإجابة:

يُعد تحقيق هذا التوازن أمرًا معقدًا. فرغم إمكانية التعامل بصفة مستعارة في عالم العملات الرقمية، إلا أنه عند شراء العملات من البورصات المركزية تُفرض إجراءات تحقق صارمة تُحدد هويتك وتكشف مكان إقامتك وتجمع معلومات إضافية عنك.

ومع ذلك، فإن مقدمي الخدمات والبورصات تُعد ضرورية لتطور العملات الرقمية. ففي البداية، لم يكن هناك اقتصاد يسمح باستخدام العملات الرقمية كوسيلة للدفع، فكانت تُشترى على أمل أن تصبح فيما بعد وسيلة للدفع، خاصةً العملات التي يمكن اعتبارها مثل بيتكوين أو بيتكوين كاش.

أعتقد أن البورصات هي حل مؤقت؛ فعندما يتحقق اقتصاد دائري يُستخدم فيه بيتكوين أو غيرها كوسيلة للدفع مباشرةً، ستصبح هذه البورصات غير ضرورية لأن العملات ستُكتسب من خلال بيع الخدمات أو المنتجات وتُنفق بنفس الطريقة.

لذلك، أرى أن هذه المرحلة هي خطوة وسيطة وضرورية ستستمر لبعض الوقت.

السؤال: ما هو التحدي الأكبر الذي تواجهه الشركات حالياً عند تطبيق إجراءات KYC، خاصةً وأن عدم الامتثال قد يؤدي إلى مخاطر جسيمة؟

الإجابة:

من الضروري للغاية لمقدمي الخدمات إجراء تحقيقات دقيقة ومعرفة الإجراءات المطلوبة بشكل جيد، إذ أن نجاح واستمرارية الأعمال يعتمدان بشكل كبير على ذلك. فإذا لم تُطبق الإجراءات اللازمة، قد تتعرض الشركات لعقوبات باهظة من الهيئات الوطنية لمكافحة غسل الأموال، كما هو الحال في إسبانيا مع SEPBLAC.

لذا، فإن تشكيل فريق عمل متميز يمتلك معرفة عميقة بإجراءات مكافحة غسل الأموال يُعد أمرًا أساسيًا.

السؤال: إذن، هل ترى أن وجود فلسفة امتثال داخل الشركة أمر ضروري؟

الإجابة:

بالطبع. بالنسبة لي – وليس في مجال العملات الرقمية فقط – من الضروري أن تمتلك الشركات ذات الحجم المناسب قسم امتثال يساعدها في الالتزام بجميع اللوائح التنظيمية.

قد تعتمد الشركات الصغيرة والمتوسطة على مستشار خارجي، لكن وجود قسم امتثال قوي أمر لا غنى عنه لفهم التعقيدات المتزايدة للوائح، والتي يصعب على فرد واحد استيعابها بالكامل؛ فحتى المتخصصون في القانون يغطون جزءًا فقط من اللوائح.

لذلك، أرى أن من الضروري أن يضم قسم الامتثال عدة خبراء في مجالات القانون المدني، والتجاري، والجنائي، والعملي، ومكافحة غسل الأموال والضرائب، لتقديم رؤية شاملة تساعد الشركة على الامتثال لكافة المتطلبات.

السؤال: ما هو دور التكنولوجيا في أتمتة عمليات KYC وAML؟ وهل يمكن تحقيق الامتثال دون استخدام التكنولوجيا؟

الإجابة:

تلعب التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي، دورًا حيويًا في مساعدة أقسام الامتثال على أتمتة العديد من العمليات، مثل التحقق البيومتري من هوية العملاء، والتعرف على الوجوه، وفحص الوثائق. هذا يُسهم في جعل أقسام الامتثال أصغر حجماً وأكثر كفاءة.

مع ذلك، لا يمكن الاعتماد بشكل كامل على التكنولوجيا؛ إذ يجب وجود إشراف من المسؤولين للتأكد من دقة الإجراءات التي تنفذها الأنظمة الذكية.

يمكن تحقيق الامتثال بدون التكنولوجيا، لكن ذلك سيكون أكثر تكلفة وأقل كفاءة، لذا يُعد الاعتماد على التقنيات الحديثة أمرًا أساسيًا لتحقيق الأهداف.

السؤال: ما هي التوصيات التي توجهها لشركة ملزمة بتطبيق عمليات KYC وAML للامتثال للوائح؟

الإجابة:

أنصح بالاعتماد على أدوات وتقنيات تُسهم في جعل العمليات أكثر كفاءة، وعدم إهمال متطلبات الامتثال التي تُعتبر حيوية للغاية.

خصوصاً في مجالي مكافحة غسل الأموال وحماية البيانات، يُعد الالتزام باللوائح أمرًا أساسيًا لبناء علاقة موثوقة مع العملاء، وليس فقط لتحقيق رضا الجهات التنظيمية.

السؤال: كيف يمكن تحقيق توازن بين الالتزام باللوائح وتوفير تجربة مستخدم مميزة؟

الإجابة:

يجب أن نتعلم من إجراءاتنا الحالية ونُجري التعديلات اللازمة لتحسين سهولة الاستخدام دون أن يشعر العميل بالإرهاق من كثرة المعلومات.

ينبغي تقليل البيانات المطلوبة إلى الحد الأدنى مع الالتزام التام باللوائح، وتوفير إجراءات سهلة ومريحة للعميل.

السؤال: إذا تحدثنا عن مكافحة غسل الأموال، ما هي أبرز المؤشرات أو العلامات التحذيرية التي يجب على الشركات الانتباه إليها؟

الإجابة:

أرى أن أهم العلامات التحذيرية ترتبط بنشاط العميل أو جنسيته. فقد يظهر بعض العملاء من دول معينة بمظهر مشبوه، مما يؤدي إلى تجنبهم بسبب تعقيد إجراءات الامتثال التي تتطلب جمع معلومات إضافية.

في مجال مكافحة غسل الأموال، هناك العديد من الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، نظرًا لأن اللوائح تأتي من مستويات عليا وليست مقتصرة على الاتحاد الأوروبي فقط. ما يلزم هو تحسين الإجراءات من القاعدة إلى القمة؛ بحيث يتمكن المسؤولون عن مكافحة غسل الأموال من تحديد الأمور التي قد تؤدي إلى نتائج إيجابية كاذبة، وإبلاغ الهيئات الوطنية المختصة لترقيتها إلى المنتديات الدولية مثل (FATF).

غالبًا ما يُطلب الكثير من الوثائق التي، برأيي، لا تحمل قيمة كبيرة وقد تؤدي إلى نتائج إيجابية كاذبة؛ لذا من الأفضل رفع هذه الملاحظات من المستوى الأدنى إلى الجهات المعنية لصالح العميل.

السؤال: هذه حالة شائعة في قطاع العقارات…

الإجابة:

نعم، كنت أتحدث أساساً عن هذه الظاهرة. لقد واجهت هذه المشكلة بشكل رئيسي في القطاع المصرفي مع عملاء من مناطق في روسيا وأوكرانيا والصين، وذلك منذ حوالي عام 2018، حين بدأت تظهر تحديات مع عملاء من جنسيات مختلفة.

غالبًا ما يأتي هؤلاء الأشخاص للعمل، ورغم أنهم ليسوا مدرجين في قوائم المراقبة، فإنه بسبب جنسيتهم ورغبة الشركات في تجنب إجراءات امتثال معمقة ومخاطر محتملة، يتم تجاهلهم.

أعتقد أن هذه الإجراءات بحاجة إلى تحسين كبير. وإذا نظرنا إلى العملات الرقمية، نرى أن الهيئات الدولية تفتقر أحياناً إلى الفهم الكافي؛ فمثلاً، قد يُستخدم عنوان عام وينتج عنه عدد غير محدود من العناوين، بحيث أن حظر عنوان واحد لا يمنع إنشاء آخر غير مدرج في قوائم المراقبة مثل تلك التابعة للولايات المتحدة أو هيئات أخرى.

يجب تحسين هذه المعالجة لتعزيز الرقابة وحماية العملاء؛ فقد يُمنع عميل قام بمعاملة عبر حساب محظور، حتى لو كان طرفاً ثالثاً في السلسلة.

السؤال: دائمًا ما يُقال إن التكنولوجيا تتقدم على التشريعات، أليس كذلك؟

الإجابة:

يجب أن نتذكر دائماً أن التكنولوجيا تتقدم بسرعة تفوق التشريعات. فرغم أن هيئة (FATF) تملك معرفة تقنية جيدة حول العملات الرقمية مثل بيتكوين، إلا أن التشريعات في بعض الأحيان تتأخر ربما بسبب الحذر المفرط.

قد يُعتبر بعض الأدوات، كما في حالة Tornado Cash أو Samourai Wallet، وسائل محتملة لغسل الأموال، رغم أنها تهدف أساساً إلى حماية الخصوصية.

على سبيل المثال، يمكن استخدام المفك لربط البراغي، ولكنه يمكن أن يُستخدم أيضاً كأسلوب للإيذاء؛ وهذا لا يعني أننا سنحظر المفكات.

لذا، يجب على الجهات التي تضع هذه اللوائح بذل جهد لفهم الهدف الحقيقي من هذه الأدوات، فحتى وإن استُخدمت بطرق مخالفة للقانون، فإن الهدف منها ليس بالضرورة إجراميًا.

كما تطور هذا النقاش في السنوات الأخيرة في مجال العملات الرقمية، إذ خلصت شركات متخصصة في تتبع المعاملات مثل Chain Analysis إلى أن معدل الجرائم المرتبطة بالعملات الرقمية، رغم السمعة السيئة، أقل بكثير مما يُعتقد – إذ تمثل أقل من 1% من إجمالي المعاملات.

وفي الآونة الأخيرة، أفادت إحدى هذه الشركات بأن غالبية الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط لم تعد تستخدم العملات الرقمية بسبب سهولة تتبعها.

السؤال: ما مدى أهمية وجود فلسفة "الامتثال أولاً" داخل المؤسسات؟

الإجابة:

إجراءات التحقق الشامل ضرورية للغاية. حتى وإن لم نكن ملزمين قانونياً، فإن معرفة العميل والتأكد من أنه لن يسبب مشاكل قانونية يعد أمرًا حاسمًا. بمعنى آخر، يجب أن تتوفر لديك قاعدة بيانات منظمة تحتوي على معلومات دقيقة عن هوية العميل وقدرته على إجراء المعاملات دون مشكلات مع أطراف ثالثة.

في الشركات التي عملت بها سابقًا، كانت إجراءات التحقق أقل صرامة، حيث كنا نعتمد على وكالات التقييم أو استفسارات خارجية لإنشاء ملف للعميل لتجنب المشاكل التجارية، وهذه الإجراءات يجب أن تستمر.

وينطبق الأمر نفسه عند الاستحواذ على الشركات؛ إذ يجب إجراء تدقيق للتأكد من خلو الشركة من الديون أو الالتزامات المالية. ورغم أن هذه الإجراءات قد تكون أخف مقارنة بعمليات KYC أو AML، إلا أنها تُعد جزءاً أساسياً من نظام الامتثال.

السؤال: نختتم بنظرة مستقبلية: من وجهة نظرك وتجربتك حتى الآن، كيف ترى تطور لوائح KYC وAML في السنوات القادمة، خاصةً فيما يتعلق بالعملات الرقمية والأصول الإلكترونية؟

الإجابة:

يجب أن يتحسن الجانب التشريعي لمكافحة غسل الأموال بشكل كبير؛ إذ لم تُظهر اللوائح حتى الآن فعالية كافية في منع الجرائم. بالطبع، يمكن منع بعض الجرائم، لكن من وجهة نظري يجب تغيير تصور الناس بحيث لا يشعروا بأنهم مراقبون باستمرار، بل يرون أن الإجراءات ضرورية وتعود بالنفع على كل من العميل والشركة.

يُعتبر التحدي الأكبر هو منع الأعمال الخبيثة دون التضحية بحرية المستخدمين، وهو أمر قد يواجه مقاومة شديدة؛ لذا يجب إيجاد توازن دقيق بين الالتزام باللوائح وحماية حرية المستخدم، وهذا يتطلب جهدًا وتوعية مستمرة.

كما أرى أن حماية قواعد بيانات الامتثال تُعد أمرًا حيويًا، إذ يجب أن تكون هذه القواعد مرئية فقط للشركات المعنية ومحمية بتشفير قوي ضد أي سرقة أو اختراق. فبين لوائح مكافحة غسل الأموال وحماية البيانات، يوجد توازن معقد يجب تحقيقه دون التأثير على أحد الجانبين.

في الوقت الحالي، قد تواجه إجراءات مكافحة غسل الأموال القائمة على قواعد بيانات التحقق الشامل تحديات فيما يتعلق بحماية البيانات.

 


 

 

صندوق المؤلف - Víctor Navarro
صورة Víctor Navarro

عن المؤلف

Víctor Navarro
أخصائي في الهوية الرقمية والاتصالات

أنا Víctor Navarro، أمتلك أكثر من 15 عامًا من الخبرة في مجال التسويق الرقمي وSEO. أنا شغوف بالتكنولوجيا وكيف يمكنها تحويل قطاع الهوية الرقمية. في Didit، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي في مجال الهوية، أقوم بتعليم وشرح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين العمليات الحرجة مثل KYC والامتثال التنظيمي. هدفي هو إضفاء الطابع الإنساني على الإنترنت في عصر الذكاء الاصطناعي، من خلال تقديم حلول متاحة وفعالة للأشخاص.

"Humanizing the internet in the age of AI"
للاستفسارات المهنية، يرجى الاتصال بي على victor.navarro@didit.me

أخبار ديديت

خوسيه أنطونيو برافو ماتيو: ”الامتثال ليس عنصر تحكّم، بل هو ميزة لكل من العميل والمؤسسة“.

Get Started

على استعداد للبدء؟

خصوصية.

قم بتفصيل توقعاتك، وسوف نقوم بمطابقتها مع أفضل الحلول لدينا

التحدث معنا!