بابلو ج. بارتليت: ”سيؤدي الاندماج بين الهوية الرقمية والأسواق القائمة على تكنولوجيا دفاتر الحسابات الموزعة والذكاء الاصطناعي إلى إحداث ثورة في إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية للجميع“
أخبار ديديتMarch 6, 2025

بابلو ج. بارتليت: ”سيؤدي الاندماج بين الهوية الرقمية والأسواق القائمة على تكنولوجيا دفاتر الحسابات الموزعة والذكاء الاصطناعي إلى إحداث ثورة في إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية للجميع“

#network
#Identity

جدول المحتويات

بابلو ج. بارتِت هو محامٍ متخصص في التنظيم المالي والأصول المشفرة، ويعمل ضمن فريق ATH21. هناك، يُقدّم المشورة القانونية للشركات التقنية الراغبة في الابتكار ضمن إطار قانوني آمن. بفعل شغفه بأسواق المال والتكنولوجيا، بدأ رحلته بالاستثمار في البورصة منذ سن مبكرة، ثم تعمّق تدريجيًا في عالم الشركات الناشئة والبرمجيات.

يقول: “التحدي الحقيقي هو ترجمة القوانين للغة التقنية والعكس صحيح”، مُؤكدًا مدى أهمية تطوير حلول تجمع بين الصرامة القانونية وتجربة المستخدم السلسة لتعزيز اعتماد تقنية البلوكشين في القطاع المالي.

سؤال: ما الذي دفعك للتخصص في التنظيم المالي ومن أين جاء اهتمامك بالأصول الرقمية؟

الإجابة: الجانب المالي كان دائمًا شغفًا شخصيًا. منذ صغري وأنا متحمس للاستثمار ومندهش من سوق الأسهم. مع تطور مسيرتي المهنية، امتزج هذا الاهتمام بفضول أكبر حول آليات الأسواق، فقررت أن أسلك طريقًا احترافيًا في هذا المجال.

لاحقًا وجدت نفسي أتوجه نحو الشركات الناشئة، فبدأت أقدّم استشارات قانونية في مجالات تمتدّ بين العقود التقنية وحماية الملكية الفكرية، إضافةً إلى جولات التمويل واتفاقيات المساهمين—أي النظام البيئي الريادي بكل جوانبه.

وبالنسبة للتكنولوجيا؟ هذا القطاع يرتبط وثيقًا بالابتكار، لأن الشركات الناشئة غالبًا ما تعتمد على حلول رقمية وتتمتّع بقابلية عالية للتوسع. شغفي بالبرمجيات والتقنيات الصاعدة دفعني للتعمّق أكثر في هذا الميدان.

حوالي عام 2017–2018، واجهت مصطلحًا جديدًا بالنسبة لي: العقود الذكية. كمحامٍ متخصص في الشركات التقنية، استغربتُ أنني لم أكن مطّلعًا على شيء بهذه الأهمية، خاصةً وأن هذه “العقود الذكية” تمزج بين القانون والتكنولوجيا بشكل مبتكر. وعندما بحثتُ أكثر في آلية عملها، أدركتُ أنه لكي تعمل بكامل طاقتها، تحتاج البلوكشين للوصول إلى بيانات حقيقية من العالم الخارجي، فبدأت بالبحث المتعمق. كان دخولي الأول عبر “Chainlink”، وهو مشروع يُعرف باسم أوراكل (Oracle)، وقد كشف لي فضاءً تُدير فيه التكنولوجيا أجزاءً من الشيفرة بإمكانها أن تحل محل العلاقات القانونية التقليدية.

أول خطوة قمت بها كانت الاستثمار في ذلك البروتوكول (نوعًا ما على سبيل المزاح)، ثم واصلت دراسة هذا الموضوع. اضطررت للتخلي عن بعض الأفكار المسبقة حول عالم الكريبتو لأدرك أن هذه التقنية قد تحمل قيمة حقيقية في مجال التمويل. ومن هنا قررت التخصص أكثر في هذا الاتجاه، وبفضل الله، انضممتُ إلى فريق ATH21 مع كريستينا كاراسكوسا وزملاء رائعين.

س: فهمت أن نظرتك للتكنولوجيا تغيّرت…

ج: صحيح. في البداية، كان المشهد مليئًا بالدعاية الضخمة والوعود الكبيرة، حيث كان يكفي ذكر التقنية للانخراط في المجال—even لو لم يكن هناك مشروع واضح أو نموذج عمل فعّال.

لكن كلما تعمّقت أكثر، اكتشفت أن العلاقات القانونية التقليدية—المثقلة عادة بالروتين والإجراءات البطيئة—يمكن إعادة رسمها عبر هذه التكنولوجيا. في أوروبا وخارجها، الناس فهموا هذا الإمكان، ونرى ذلك في سيل المبادرات التشريعية المتعلقة بالبلوكشين والأصول المشفرة والذكاء الاصطناعي والهوية الرقمية. كل هذه الأمور مترابطة.

س: كيف تطوّرت القوانين منذ بدأت العمل في هذا المجال؟

ج: عندما بدأتُ مع نماذج مبنية على الأصول المشفرة، لم يكن هناك إطار قانوني مُحدد لها. كان الناس يعتمدون على التشبيه أو استنباط أحكام من قوانين محلية أو أجنبية. باختصار، لم تكن هناك قواعد واضحة وموحدة.

مع مرور الوقت، بدأت تتشكل حدود تشريعية لحماية الأفراد المتعاملين مع هذه الأصول. ظهرت أولى الآثار القانونية، مثل اشتراطات مكافحة غسل الأموال (AML). حينها بدأ موفرو الخدمات—مثلاً من يتيحون تحويل العملات الورقية (Fiat) إلى عملات مشفرة—يواجهون أنظمة تُلزمهم بوضع سياسات تقييم مخاطر العملاء ومتطلبات إبلاغ دقيقة.

واليوم، لدينا لائحة موحدة على مستوى الاتحاد الأوروبي تُنظم عمل مقدمي خدمات الأصول المشفرة وكل من ينوي إصدار التوكنز. هذه اللائحة تحمي المستثمرين وتضع هذه الأعمال في مكانة متكافئة مع الشركات الاستثمارية والهياكل المالية التقليدية.

س: نشرت مؤخرًا على LinkedIn حول التحول الرقمي في مجال الامتثال. ما أبرز التحديات التي تواجهها الشركات حاليًا؟

ج: لا أريد أن أدّعي الفضل كله، لكن من وجهة نظري، التشريعات هي أكبر عقبة. كثير من عملائنا يأتون من خلفية تطوير تقني؛ هم بارعون في الجانب التقني، لكنهم يدركون سريعًا أنهم بحاجة للتعامل مع القواعد التنظيمية ومتطلبات الامتثال.

الأمر لا يقتصر على ترجمة المتطلبات القانونية للغة التكنولوجيا، بل أيضًا نقل اللغة التقنية إلى القانونيين. في هذا القطاع، غالبًا لا مفر من التعاطي مع الجهات الرقابية، لذلك لا بد من فهم عميق للتكنولوجيا والإطار القانوني. التحدي هو الموازنة بين الامتثال والقدرة على تكييف التكنولوجيا وفق المتطلبات القانونية المناسبة.

س: تبدو لائحة MiCA (تنظيم الأسواق في الأصول المشفرة) نقطة تحول في أوروبا. ما أهم تحدياتها وفرصها؟

ج: تهدف MiCA إلى حماية المستثمرين وتحقيق استقرار لسوق جديد قائم على التكنولوجيا، ويمكن أن يكون عُرضة للاحتيال أو المشكلات التشغيلية أو قرارات خاطئة. من خلال تنظيمه، تسعى MiCA لتقديم مزيد من الأمان للمستخدمين.

لكن هذه الحماية قد تخلق نوعًا من الاحتكاك. فرغم أن الامتثال قد يعزز ثقة المستثمر ويزيد الطلب، إلا أنه قد يخفض نسبة التحويل. المستخدمون الذين كانوا يسجلون ببضع نقرات، بات عليهم الآن تعبئة مزيد من النماذج والتعامل مع شروط قانونية أكثر تفصيلًا. على المنصات أن تقدّم المعلومات بوضوح واختصار، وتستعين بخبرات قانونية متخصصة لتخفيف هذه العوائق دون التفريط في الأمان.

س: هل تعتقد أن قوانين مثل MiCA ستجذب مزيدًا من المستثمرين الأفراد للأصول الرقمية؟

ج: نعم، بالتأكيد. إذا أردتَ توجيه النشاط إلى منصة مركزية، فعليك احترام المستثمر والإيفاء بالوعود. من واقع تجربتي، العمل في مجال الكريبتو دون إطار قانوني راسخ لا يمنحني راحة كبيرة، خاصةً أن قلة قليلة يمكنها مراجعة الشيفرة الخلفية لمنصة ما. وجود مظلة تنظيمية يُعطي شعورًا بالأمان للمستثمرين الأفراد، الذين في الأغلب لا يعرفون ماذا يدور خلف الكواليس.

ومع ذلك، على المنصات تطوير منتجات جاذبة ومتوافقة مع القوانين لاستثمار هذه الفرصة إلى أقصى حد.

س: كيف تتوقع أن تؤثر MiCA على إجراءات KYC وAML؟

ج: ستُعزّز MiCA جانب الأمان، إذ تتأكد من أن من يستثمرون هم بالفعل مؤهلون لذلك. وحين نضيف توجيهات أخرى، كلوائح مكافحة غسل الأموال، يصبح لدينا أدوات أقوى لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الأنشطة المحظورة.

رغم أن معظم مقدمي خدمات الكريبتو في دول الاتحاد الأوروبي يلتزمون أصلًا بقواعد AML، ستضيف MiCA متطلبات جديدة، وهو ما سيزيد من مستوى التعقيد على المستخدم. سنشهد نوعًا من التوازن الصعب بين حماية المستثمر ورغبة المستخدم في عملية تسجيل بسيطة.

س: بالنسبة للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة… كيف يمكن أن يؤثرا على إجراءات KYC وAML؟

ج: حاليًا، يجري تناول لوائح متنوعة—مثل MiCA، والذكاء الاصطناعي، والهوية الرقمية، وخدمات الدفع—على نحو منفصل. لكن في الواقع، هذه التقنيات ستتلاحم لتغيير وجه الخدمات المالية. فالهوية الرقمية، مثلًا، يمكن الارتقاء بها بشكل كبير عن طريق وكلاء الذكاء الاصطناعي، والعديد من المشاريع أكدت ذلك. في مجال الكريبتو، هناك مفهوم باسم “DeFAI”، أي وكلاء قادرون على أتمتة العمليات ذاتيًا أو استجابة للظروف. هذا تطور مهم في إدارة المحافظ والتفاعل مع المستخدمين في نماذج الحفظ الذاتي، بما فيها التحقق من الهوية.

وفي نظري، شركات مثل Didit منغمسة تمامًا في هذا المسار. الهدف النهائي هو تمكين إجراء أي عملية مالية من خلال الهاتف الذكي. إن اندماج الهوية الرقمية والأسواق المبنية على تكنولوجيا الدفاتر الموزعة والذكاء الاصطناعي سيُغير بشكل كبير مدى سهولة وصول الجميع إلى التمويل.

س: ما الإجراءات الضرورية لضمان نظام AML متين؟

ج: الأهم هو اتباع توجيهات الهيئات الإشرافية المعنية، مثل SEPBLAC في إسبانيا، بالتنسيق مع بنك إسبانيا والـCNMV. كما أن قابلية التوسع أساسية: مزيد من الشركات تبحث الآن عن حلول interoperable كي لا يضطر المستخدم لإعادة إجراءات KYC في كل منصة.

تُعد محافظ الهوية الرقمية—لا سيما القائمة على الأنظمة اللامركزية—أداة فعّالة جدًا. واستخدام تقنيات الإثبات دون كشف (Zero-Knowledge Proof) يعزز الخصوصية ويتيح للمستخدم الدخول إلى خدمات متعددة عبر تحقق واحد فقط. برأيي، هذا المزيج هو الأفضل، ومشاريع مثل Didit تُثبت إمكانية تطبيقه بنجاح.

س: ما الاستراتيجيات التي توصي بها حتى تُدمج الشركات الحلول التقنية دون إهمال الالتزام التنظيمي؟

ج: في مكتبنا، طرحت كريستينا (كاراسكوسا) مفهوم “Legal by Design”، والذي نُطلق عليه أحيانًا “التحايل القانوني الإيجابي”. بمعنى أن معرفة القوانين هي الحد الأدنى لأي محامٍ، لكن القيمة المضافة الحقيقية هي استغلال الخبرة العميقة لابتكار حلول قانونية تُقلل الاحتكاك وتسمح للشركة بالنمو مع البقاء في إطار الامتثال.

س: يتغير الامتثال (Compliance) في مجال الكريبتو بسرعة. ما المهارات والمعارف التي ينبغي توفرها لدى من يريد التميز هنا؟

ج: إضافةً إلى التعليم الرسمي والخبرة العملية، يجب أن تدرك أنك تعمل في بيئة غير مستقرة حيث لا توجد دائمًا يقينيات قاطعة. صحيح أن قطاع الكريبتو لم يبدأ بلائحة مخصصة، لكن هذا لا يعني تجاهل مبادئ القانون الأساسية—مثل إنشاء العقود واستيفاء شروطها، أو الشروط الجوهرية في علاقة المستخدم مع الشركة.

لا بد للمتخصصين من دمج المعرفة القانونية التقليدية—المستندة أحيانًا إلى مفاهيم قديمة—مع اللوائح الجديدة المتغيرة باستمرار. عليك المزج بين العالمين والثقة بقدرتك على فهم القانون والتكنولوجيا معًا لصياغة حلول قابلة للتنفيذ.

س: هل ترى أن لوائح الحدّ من المخاطر الحالية متينة بما يكفي؟ وكيف يمكن تطويرها؟

ج: نعم، أعتقد أنها قوية بدرجة كافية. أوروبا كانت سبّاقة في وضع الأطر التنظيمية للتكنولوجيا المالية (Fintech)، مما أعطى قدرًا من الثبات وإمكانية التنبؤ. كثيرًا ما يُقال إن آسيا أو الولايات المتحدة تقودان الابتكار، فيما تفضّل أوروبا وضع القوانين. ورغم ذلك، لا يزال هذا النهج جذابًا للكثير من المؤسسات الكبرى. تخيل أن تطلق شركة تقنية في منطقة لا تملك أي إطار قانوني، ثم تتفاجأ بقرارات تنظيمية اعتباطية—كما يحدث أحيانًا مع هيئة SEC في الولايات المتحدة، حيث قد تكون متوافقًا مع القوانين اليوم وتتعرض لغرامة كبيرة غدًا.

إذن هناك توازن بين وجود قواعد واضحة—even لو لم تعجب الجميع—وبين الاضطرار للتعامل مع حالة “التنظيم عن طريق العقوبات”. من جهتي، أرى أن النموذج الأوروبي نجح عمومًا في قطاع التكنولوجيا المالية، باستثناء بعض النقاط مثل العملات المستقرة (Stablecoins) أو وسائل الدفع المرمّزة (Tokenized)، التي قد تحتاج إلى تحسينات إضافية.

حاليًا، يزداد الاهتمام بـ DeFi، حيث إن دمج الهوية الرقمية والذكاء الاصطناعي والنظام المالي القائم على الكريبتو يمكن أن يحقق فائدة هائلة. لا يبدو منطقيًا فصل هذا المجال، خاصةً إذا لم تكن لديك الأدوات المناسبة. المهم ألا تتحول القوانين إلى “وحش Frankenstein” يعرقل الابتكار.

س: ما أبرز الاتجاهات المستقبلية في مجال الامتثال للقطاعين الكريبتو والتكنولوجيا المالية؟

ج: فيما يخص المستقبل، أرى بعض المسارات الرئيسية:

  1. الحفظ الذاتي (Self-custody): تمكين المستخدمين من إدارة محافظهم ومعلوماتهم بأنفسهم وتحمل المسؤولية الكاملة عن بياناتهم.
  2. تقنية الإثبات دون كشف (Zero-Knowledge): توظيف بروتوكولات تحافظ على خصوصية المستخدم، بحيث لا يحتاج لإبراز مستندات حساسة لتجاوز التحقق الأساسي.
  3. اللامركزية (Decentralization): تبنّي حلول مبنية على تكنولوجيا الدفاتر الموزعة. مع دخول MiCA حيز التنفيذ، أتوقع زيادة الاهتمام بـ DeFi. وفي مجال الأسواق المالية التقليدية، هناك تكامل قوي محتمل بين القطاع المؤسسي ومشاريع DeFi، وقد نشهد منتجات جديدة ومثيرة للاهتمام في هذا السياق.
صندوق المؤلف - Víctor Navarro
صورة Víctor Navarro

عن المؤلف

Víctor Navarro
أخصائي في الهوية الرقمية والاتصالات

أنا Víctor Navarro، أمتلك أكثر من 15 عامًا من الخبرة في مجال التسويق الرقمي وSEO. أنا شغوف بالتكنولوجيا وكيف يمكنها تحويل قطاع الهوية الرقمية. في Didit، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي في مجال الهوية، أقوم بتعليم وشرح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين العمليات الحرجة مثل KYC والامتثال التنظيمي. هدفي هو إضفاء الطابع الإنساني على الإنترنت في عصر الذكاء الاصطناعي، من خلال تقديم حلول متاحة وفعالة للأشخاص.

"Humanizing the internet in the age of AI"
للاستفسارات المهنية، يرجى الاتصال بي على victor.navarro@didit.me

أخبار ديديت

بابلو ج. بارتليت: ”سيؤدي الاندماج بين الهوية الرقمية والأسواق القائمة على تكنولوجيا دفاتر الحسابات الموزعة والذكاء الاصطناعي إلى إحداث ثورة في إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية للجميع“

Get Started

على استعداد للبدء؟

خصوصية.

قم بتفصيل توقعاتك، وسوف نقوم بمطابقتها مع أفضل الحلول لدينا

التحدث معنا!